Monday, June 10, 2019

في البحث عن الثورة العميقة

 كتبت هذا المقال 15.02.2013 واعيد رفعه مع أن استنتاجاتي اليوم مختلفه ومع ذلك فهو يعبر عن جزء مهم من افكاري.

من يريد الثورة حقاً عليه ان يثور على ذاته ووعيه ويوفر مع من حوله بدائل صالحه ولو بسيطه يمكنها ان تنمو لتسحب البساط من تحت النظام القائم أو تحوله. فمجرد ان تأتي قوه جديده تقلب النظام القديم وتنصب نفسها ولاية العباد تجدنا عادة أمام مستبد جديد بلون بسطار مغاير لان التغيير لم يأتي من الأعماق والجذور ولم يتغلغل في منظومة هرم السلطه ليفككها ويسطحها ليصبح كل إنسان في جوهرها ، فتبقى القاعده السائده "كما تكونوا يولى عليكم".
فيحصل ما نرى ان الثورات تباع وتشترى وتزيف وتُركب مع ان الكثيرين يتعاطون معها بحسن نيه ويضحون من اجل أهداف يرجونها من ازلام حكم جديد دون ان يحققوها بمجال ضيق على مستواهم. إلا ينبغي ان نتعلم التعاون مثلا في الحي ونتصالح فنلتقي بانتظام ونطور كل ما هو ممكن ضمن بيئتنا فنحقق وفره غذائيه وما يمكن من طاقه محليه ونتشابك مع آخرين لنشتغل على مشاريع نهضويه صغيره تشكل معا شبكه كبيره وقوه ضخمه ونبعث روح القيم بدل رأس المال ووعيه الضيق و نبني القريه الفاضله والمجتمع الفاضل ونحقق ما نرجوه من النظام بذواتنا ... ؟

فما نفع المثقفين الذين يهاجمون الانظمه وهم يلبسون ربطات عنق صنعت بأيدي امرأة صينيه تبكي من ألم بصمت خائفة ان تبوح به كي لا تفقد عملها .. ويقوم بذلك أمام كاميرا أعلام يبعث السموم بين الناس وهو -المثقف الفهمان - لا يعرف إذا ما تعشى جاره الفقير أم لا : سحقا
علينا ان نعي اثر وجودنا الكامل لانه أي تصرف أو عملية شراء أو بيع تؤثر بمنظومة الوجود وحتى نوايانا وادراكنا الفردي وأفكارنا تؤثر ببعضنا البعض ليتجدد الكون بتجددنا ويصاغ بإدراك وأثر كل منا.

فالإشارة الى الانظمه وحدها لن يغير شيئا لان المعضلة والحل في الإنسان نفسه فكن شجاعا في مواجهة الذات أولا وبَعدها ستجف مستنقعات الفساد وتبيد التماسيح فيها لانها لن تجد من يغذيها وربما، بل هي التماسيح من صناعتنا نحن .. فتصبح انت الثورة وانت النور الذي يضيء النفق المظلم
لنساعد بعضنا على ذلك.

No comments:

Post a Comment