Saturday, June 15, 2019

الشيطان يكمن في الذاكرة!

الشيطان يكمن في الذاكرة!

الحياة تتمحور دائما حول اللحظة التي نعيشها وبما تحمله من معاني ومشاعر وعمل ونقاء وحسن او سوء نية وتوازن وطمأنينة أو قلق وحزن وكآبة ويقظة ووعي نشط لما يحدث أو تيه في ذاكرة الماضي أو تيه في تنبؤات المستقبل، الخ ... راقب نفسك لتجد أن كل هذه الأمور وليدة اللحظة التي تعيشها ولكن عادة هي تتحكم بالعقل وليس العكس.
العقل يمكن أن يستقيم ويكون حاضراً في اللحظة أو يكون غير حاضر.  لا يوجد حالة بين هاتين الحالتين للعقل. وهنا نفهم كيف أن اللحظة عبارة عن صفحة بيضاء توهب لنا في امتحان الحياة لنكتبها كما نشاء. لا بأس أن تحيد عن الاستقامة الفطرية للعقل التي كتبت عنها كثيرا وتخطئ! لكن عليك أن ترجع إلى الصواب والاستقامة، التي تتحقق مع التوازن والطمأنينة. اذا حدث العكس أعتذر بسرعة وتأسف أو استغفر ربك وبيض صفحتك لتكتبها بنقاء من جديد.
ومع التمرين على هذه الأمور ستتعرف على الحالة الذهنية العالية وهي الذكاء المتحرر من الذاكرة

ما يحدث عادة هو انجراف عقلي يأخذ الإنسان بعيدا عن اللحظة. لا بأس أن تراجع الماضي من أجل صلاح الحاضر. لكن ما يحدث هو أننا نذهب إلى الماضي لاستحضار الذاكرة التي تؤجج العلاقة مع الآخرين وتزيد الخلافات، مع أننا خلال ثواني ممكن أن نجدد الثقة وترك الخلاف جانبا (mind reset). أو اننا نرجع إلى الماضي لاستحضار بضاعة قديمة وأفكار جاهزة ..
وهنا تكمن مصيبة البشر مع أنفسهم ومع بعضهم.
فعليا المشاعر آنية. ليس دائما نحن في حالة الحب أو السعادة .. أنت تحب زوجتك ولكن لست دائما في حالة تستطيع التعبير عن هذا الحب لكن مشكلة المرأة أنها تطلب دائما إثباتات وذلك لأن تركيبة عقلها مختلفة، لأسأل: ان لم يكن الحب حاضرا هل يمكن اغصاب العقل على احضاره؟
اتوقع انها المهمة الوحيدة التي يعجز عنها العقل العالي.
ولكن الوعي لما ذكرته أعلاه إضافة إلى مهارة الإصغاء للآخر كفيلة لإنهاء كتير من المشاكل بين البشر ومع الذات.

من هذا المنطلق أرى أن العقل الذي تسيطر عليه الذاكرة هو عقل شيطاني يمنع الإنسان من القيام بدوره الرباني، الذي كلف به كمسؤول عن الحياة واستخلف عليها، ليكون الشيطان من افتعال البشر وليس كائن خفي ماورائي.
بهذا يكون هناك نوعين من الذاكرة والعقل
١. شيطانية تعطل الحياة وتفسد عملية تكامل الإنسانية
٢. الهية واعية مفيدة للانسان والمجتمع والحياة.

استيقظوا الآن!
أرجوا مراجعة أنفسكم إن كنتم بحاجة لرجال الدين وصُناعه لأنهم مُضَللين-بضم النون وفتح الضاد.
هم لن يحملوا عنك وزرا أو خطيئة فليلزم الله قلبك ووعيك لينير لك طريقك في الدنيا. فإن ضاقت عليك الدنيا وانتزعت الطمأنينة من قلبك فاعلم أنك أنت المخطئ وعليك أن تستقيم بسلوكك ويقظة وعيك ولجم عقلك للذاكرة الربانية.

اللهم اهدنا جميعا إلى الاستقامة واليقظة والصواب التي يعتقد معظم الناس أنها تكمن في شعائر الدين فقط ..

محبتي للجميع

#التصوف_الكمي

No comments:

Post a Comment