Thursday, June 13, 2019

هل سيندثر العرب؟


سمعت مراراً المفكر المعروف ادونيس يخشى من إندثار وانقراض العرب كما انقرض أسلافهم من السومريين والكنعانيين والفراعنة وغيرهم من الأمم التي سكنت المنطقة لما نحن فيه من أزمات ولعدم مواكبتنا لمنحنى التطور الذي وصل إليه الغرب "العظيم".
برأيي ان الشعوب لا تموت وتندثر بسهولة في هذه الحقبة الزمنية إلا إذا ابيدت، ولي نظرة متفائلة نحو مستقبل المنطقة العربية والعالم.
لو راجعنا تاريخ الدول الأوروبية آخر ٥٠٠سنه فقط ورأينا المراحل التي مرت بها لفهمنا أننا نمر في مرحلة تاريخية تشبه أوروبا في فترة من الزمن. المرحلة التي نحن نعيشها بدأت بنهاية الاستعمار الرسمي للبلدان العربية الذي ما زلنا نعاني من آثاره وسطوته ومخلفاته.
منذ تسارع انتشار الانترنت رافقها إزدياد لوعي الأفراد وجاهزيتهم لمرحلة أفضل بمنعزل عن طبيعة أنظمة حكمهم التي قلما تغيرت وتميزت بالاستبداد والتفرد بالحكم.
من سمات المرحلة القادمة المبشرة أنها ستأتي بقادة تعمل على تطوير أساليب جديدة في الحكم واتخاذ القرارات. كما وانها ستجمع فئات عريضة من المجتمع حول أهداف واضحة تتعلق اولا بالتحرر من هيمنة الاستعمار والإمبريالية،  السياسية والاقتصادية والفكرية وبنفس الوقت تشكيل نموذج شرقي يتلاحم مع الفكر الغربي الما-بعد-استعماري الإنساني (عبر ودروس الغرب الاستعماري) يلائم التحديات التي تواجه الإنسانية كافة وتعمل على توجيه طرق بناء المستقبل.
وإن بدأ هذا الأمر بالحدوث في أي دولة عربية لسرعان ما سينتشر كالنار في الهشيم لتتساقط الأنظمة البوليسية المستبدة وتتجه الشعوب العربية في إصلاح علاقاتها لأسباب كثيرة، أهمها أن العالم خلال العقدين الماضيين اصبح مكشوفا للجميع مما زاد وعي الأفراد بنماذج فاضلة مختلفة تخيلوا وتمنوا وجودها في بلادهم ومجتمعاتهم. هذا سيؤدي إلى تطبيقها بسرعة لاشتراكهم بكثير من الصور والرؤى (جمع رؤية) والطموح.
لكي تتخيلوا صحة هذا؛ لاحظوا مثلا سرعة تلاقي الأفكار وزخمها خلال عصف ذهني حول اي عنوان عملي معين لمجموعة من أي مجتمع. لكن تبقى هذه الأفكار حبيسة الذهن لافتقاد البيئة المحركة و الناظمة لها ضمن المنظومة الحاكمة الحالية المتفردة بالسلطة.
ولتخيل سمات طرق الحكم والعمل المطلوبة ما نحتاجه هو التسلسل من الخيال الفاضل بمراحل وأطوار تبدأ بالمستقبل وتنتهي بالحاضر.  عندها سنعرف صدق الآية الكريم ان الله سيورث المستضعفين في الارض لحجم الطاقات الكامة لديه والتي اعمل على تفكيك عنق الزجاجة لتحريرها وان المستقبل بأيدينا ولكننا لم نكن نراه كلنا بعد
مودتي

No comments:

Post a Comment